انتهاكات جسيمة بحق معتقلي سجن الوادي الجديد (رسالة مسرّبة من سجن الوادي الجديد تنقل معاناة المعتقلين)
رسالة مسرّبة من سجن الوادي الجديد تنقل معاناة المعتقلين
نص الرسالة:
نداء استغاثه من معتقلي منفى الوادي الجديد إلى جميع منظمات حقوق الإنسان الدولية والأوروبية وإلى الكونجرس الأمريكي وإلى كل من له قلب نوجه إليكم هذه الاستغاثه لما نتعرض له من إهانة وذل وتعامل غير آدمى متعمد من إدارة السجن واعتمادهم على أن هذا السجن لن تسمع له صرخات وتأوهات لقلة الزيارات الأهليه وصعوبة التواصل معهم أثناء الزياره ولأن هذا السجن يقع في عمق الصحراء بمسافة تزيد عن 6 ساعات بعيدا عن القرى والمراكز ولا يخرج منه أحد المعتقلين ليشكو ما نذوقه من مرار لما نتلقاه من شتى أنواع العذاب البدني والنفسي إلا أن الله سخر لنا برحمته من يوصل أصوات صرخاتنا إلى مسامع البشر لنشكوا معاناتنا إليكم التي بدأت وتبدأ دائما مع كل معتقل يدخل هذا المكان بداية من الاستقبال (التشريفة) وما نتعرض له من ضرب مبرح من قبل المخبرين وعساكر الأمن المركزي والتجريد من الملابس والسب بالأهل واستمرار الضرب بالعصي والكرابيج وأسلاك الكهرباء لعدة ساعات متواصله حتى يغشى علينا فاقدين للوعي وحينما تفق تجد نفسك بغرفة (التأديب) إنفرادي بالملابس الداخلية فقط ولا غيرها غرفة فارغة تماما مساحتها متر في 2 متر لا يوجد بها حمام ولا مياه ولا أي شئ فقط كل ما بها هو 4 جدران وتستمر في هذه الغرفة 6 أشهر على الأقل وقد تصل إلى سنه أو عدة سنوات كما هو الحال الأن مع بعض المعتقلين ، وفي هذا المكان يتم حرمانك من الماء ومن الطعام حيث يتم دخول كيس مياه واحد للفرد يوميا لا يتعد اللتر وكذلك رغيف خبز واحد فقط مما جعل المعتقلين في هذا المنفى عبارة عن هياكل عظمية وبديل الحمام تسليمك كيس فارغ في صباح كل يوم لتقضي فيه حاجتك في الوقت الذي لا تجد فيه الماء للنظافة الشخصيه فأنت في هذه الحاله بين أمرين اما التنظيف او إدخار الماء الذي لا يكفي بتاتا لروي الظمأ لتستمر على قيد الحياه ،ففي غرفة الموت هذه تجد نفسك بلا طعام ولا شراب ولا نوم حتى من كثرة الناموس الذي يأكل في جسدك العاري فلا سبيل للراحة في هذا المكان إلا بدخولك في حالة إغماء من كثرة الإرهاق والتعب وشدة الحر والعطش ، وبعد قضاء مدتك في هذه المرحلة يتم إنتقالك إلى مرحلة آخرى من العذاب ألا وهي غرفة المصفحه وهي لا تختلف كثيرا عن غرفة التأديب إلا إنها غرفة جماعيه مساحتها 4 متر في 4 متر بدون حمام أيضا ويسكن بها 65 فرد فأكثر بدون أيضا سوى سترة واحدة ميري وبدون أي أدوات نظافة مما جعل بصمة كل من يدخل هذه الغرفة هي الإصابة بالجرب وأمراض جلدية غير معروفة ، وتعتبر هذه الغرفة هي المنبع الرئيسي لانتشار البق والقمل مما جعل المعيشة فيها أمر مستحيل لولا رحمات الله التي تتنزل علينا ، ونستمر في هذه المرحلة من مدة شهرين إلى 6 شهور ليتم الإنتقال بعدها إلى مرحلة آخرى وهي غرفة الدواعي ومساحتها 6 متر في 4 متر ويسكن بها 30 فرد بدون أدوات نظافة أيضا ولا تختلف كثيرا عن المصفحة إلا بوجود الحمام فقط وتستمر هذه المرحلة أيضا من شهرين إلى 6 شهور ليتم انتقالك بعدها إلى غرفة التسكين في وضع يختلف تماما عن تسكين باقي السجون ، وتستمر معاناتك من التغذية و إغلاق التريض والإهمال الطبي وسوء أحوال الزياره مصاحبين لك طوال مكوثك بهذا السجن في حالة من العزله التامه .
لا أحد من معتقلي هذا السجن يخرج من غرفته سواء لزياره أو لمقابلة أحد أفراد إدارة السجن أو إلى التأديب أو إلى غيره إلا ويتم كلبشته من الخلف وتغميته حتى يرجع إلى غرفته مما جعل هؤلاء المعتقلين لا يعلموا أي شئ عن هذا السجن سوى الغرف التي يسجنون فيها لأنهم لم يروا غيرها ، وهذه المعاناه لم تتوقف عند المعتقلين فقط ، بل الأهالي أيضا الذين يأتون من سفر يتعدى ال 12 ساعه ذهابا فقط حتى يجدوا تعامل سيْ جدا من المخبرين وإدارة السجن من تعنتهم مع بعض الأهالي وعدم السماح لهم بالزياره والجزء الآخر ممن سمح لهم بالزياره فتكون خلف سلك لمده لا تتعدى ال 7 دقائق وتعمدهم خروج المعتقلين لأهاليهم في وضع مهين حتى يزداد الضغط النفسي على الأهالي وعلى المعتقلين وقد تمادى الأمر مع الأهالي وتم التعدي عليهم عدة مرات ، وكان من ضمن تلك التعديات تعدي مخبر الأمن (عادل) على أخت معتقل بأن يأمر المخبرات اللاتي يقمن بتفتيش النساء بخلع ملابس هذه الأخت تمام في التفتيش في محاولة لإرهاب الأهالي وتخويفهم حتى لا يأتون إلى زيارة ذويهم مرة آخرى
كل تلك الممارسات وأكثر يتم بتعليمات وإشراف رئيس المباحث (حسام الدسوقي) والمأمور (سليمان حيدر) وضباط الأمن الوطني (أحمد ياسر) و (شهاب) ومخبر الأمن الوطني (عادل) ، وكل ما رويت لكم ما هو إلا غيض من فيض وكثيرا ما اعترضنا على تلك الإنتهاكات ولكن بلا جدوى ، فما كان مصير كل من تكلم أو اعترض إلا النفي داخل تلك المتاهة في مكان لا يعلم عنه أحد شيء معتمدين على أن لا أحد سيسمع صرخاتنا
فها نحن قد شاء لنا القدر ليتيح لنا الفرصة لأن تصل إليكم صرخاتنا في الوقت الذي كادت أجسادنا أن تلفظ أرواحها قهرا مما تتعرض إليه
فها نحن نكرر استغاثتنا إليكم وإلى كل منظمات حقوق الإنسان الأوروبيه والدولية وعلى الكونجرس الأمريكي بالتدخل الفوري لوقف تلك الجرائم التي ترتكب في حق معتقلي منفى الوادي الجديد ، كما إننا نطالب بإغلاق هذا السجن تماما في الوقت الذي صرح فيه بعض الضباط بأن هذا السجن سيكون بديلا لسجن العقرب ولم يمر كثير من الوقت حتى علمنا بتغريب 25 معتقل من معتقلي (العقرب و بدر 3 ) إلى منفى الوادي الجديد وأنه يتم إرتكاب أسوء وأبشع الإنتهاكات بحقهم و إنا لله و إنا إليه راجعون.