"أنا المعتقل محمد أوسام عبدالعزير على راشد

أنا شاب عمرى دلوقتي 31 سنه، كنت طالب مجتهد فى كلية الهندسة قسم الميكاترونكس ومتفوق ومثقف دينيا وعلميا وحافظ لكتاب الله وكنت بحب بلدى وكنت بتمنى إن فى يوم من الأيام اخدمها واحقق فيها اللى كنت بحلم بيه من خير ... لكن كان فى رأي تانى للى حكم بلدنا

انا حكايتي تقريبا عمرها 10 سنين

بدأت الحكاية بمرض اسمه الصفراء الانسدادية وبحسب كلام الدكاترة إنه فى ضيق خلقي فى القناة المرارية الرئيسية " قطرها أقل من الطبيعي" القناة دى مكانها بين الكبد والمرارة وعلى إثر الضيق دا بيحصل انسداد كامل فى القناة وبترتفع نسبة الصفراء فى الدم وبيحصل مضاعفات تانية كتير... الكلام دا تم تشخيصه فى سنة 2015 وتم تسليك القناة المراية وتركيب دعامة مؤقتة لتوسيع القناة وعمرها ما بين 3 إلى 4 شهور وكان هذا الإجراء يوم 27/1/2015

وطبعا كان من المفترض بداية من التاريخ دا وبعد اربع شهور تتم فحوصات جديدة وبناء على الفحوصات دى كان هيتم اتخاذ القرار المناسب لحل المشكلة حل جذرى من قبل الأطباء ي إما بتركيب دعامة ثابتة أو إجراء جراجة تحويل مسار القناة قبل نقطة الضيق إلى الإثنى عشر....

لكن وللأسف بدأت المأساة الحقيقة

فى ليل يوم 20/4/2015 ودا تاريخ القبض علىَّ،، من تاريخ العملية إلى هذا الوقت أذكر أنني كنت فى إجازة مرضية ممنوع من الحركة..

عندما تم القبضُ علي كنت لا أزال فى فترة يصعب عليٌّ فيها الحركة وكان لي نظام معين فى الأكل ( اكل محدد) وكان لى علاج على مدار اليوم وكان من ضمن العلاج أيضا شرب السوائل كثيرا،، ولكن تم اخفائي لمدة أسبوع فى هذا الأسبوع رأيت فيه الكثير الكثير وعانيت بشدة فعدم توافر العلاج وأمور أخرى وأهمها الراحة وشرب السوائل فى هذه المدة

وبناءً على منع العلاج...

حصل انسداد كامل فى الدعامة اللى مفروض انها بتعالج الأزمة مؤقتا وتطور الأمر وحصل مضاعفات شديدة مع التأخير فى استخراج الدعامة وساءت حالتى كثيرا...

وفى تاريخ 15/7/2105 تم استخراج الدعامة المؤقتة وفى تقرير الأطباء فى هذا التاريخ انه يوجد التهابات شديدة جدا ونسبة صديد عالية جدا جدا فى مجرى القناة لا يمكن معها اى إجراء اخر فى وقت استخراج الدعامة من القناة وكذلك تصلب مُزمن فى القناة المرارية الرئيسية والقنوات الفرعية داخل الكبد...

ومن تاريخ 15/7/2015 إلى وقتنا هذا لم يتم إتخاذ أى إجراء لحل هذه المشكلة جذريا...

وعلى الرغم من حدوث مضاعفات وتطور الأمر وشراسة الألم الذى لم أعد استطع تحمله بأى شكل ولا اجد الراحة بأي شكل ايا كان برغم أن والدتى تُحضر لي العلاج بشكل مستمر ولكن بلا جدوى فى هذا الوقت..

ووصل الأمر عندما أغمى عليَّ بيوم 17/6/2023 ونقلونى من مكانى إلى مستشفى السجن فى برج العرب وظللت فى حالة الإغماء ما يقارب الأسبوع ولا يوجد عناية طبية نهائيا فى مستشفي السجن وعندما ساءت الحالة تم نقلي إلى المركز الطبي فى وادى النطرون على أمل إنهاء هذه المأساة وإيجاد حل جذرى لهذا الألم الشرس بداخلى...

تم عمل اشعه رنين واشعه ب الصبغة

وصل الأمر انه فى هذه الاشعه وجدوا تضخم كبير فى الكبد وتضخم فى الطحال وتضخم فى البنكرياس والتهابات شديدة وتورم فى الغدد اللمفاوية،،وطبعا المرارة حدث ولا حرج..!!!

وطبعا حصل انسدادات متعددة فى القنوات المرارية فى الفترة دى تجاوزت ال ٢٥ مرة برغم المحافظة والمداومة على العلاجات واتباع توصيات الأطباء السابقة إلا أن الأمر استفحل ولم يعد يجدى العلاج نفعا ولا بد من حل جذرى للمشكلة...

مؤخراً تم تحويلي من مركز وادى النطرون الطبي على أساس ما قاله الطبي لي لإجراء العملية الجراحية وتحويل مسار بمركز بدر الطبي وأيضا على أمل إنهاء المأساة الشديدة ،، وتم إجراء الفحوصات المبدئية تحاليل واشعه رنين MR. CP وسونار وغيره من الفحوصات وإذ بالطبيب يقول لي نتيجة هذه الفحوصات!!!

للأسف إنت مفيش عندك اى حاجة وكل شئ تمام ومفيش اى مشكلة اصلا فى القنوات المرارية دى ،، بس هو كل ما فى الأمر إننا مشتبهين فى مرض مناعى بيهاجم القنوات ودا اللى بيسببلك المشاكل دى!!!

وبرضو هتمشي على نفس العلاج اللى كنت ماشي عليه قبل كدا!!

يعني من الاخر انت معندكش اى حاجه وكل اللى الأطباء والتقارير حكتها قبل كدا كان خطأ كبير وكلام ملوش اى اساس من الصحة وانت زى الفل واهو التقرير هيتكتب بكدا وهيتم ترحيلك تانى لبرج العرب..

طيب سيبك من التقارير االى فى ايديك وسيبك من كلام الطبيب فى مركز وادى النطرون الطبي ان انا جاى على هنا عشان تتم عملية تحويل المسار

طيب كل الألم اللى أنا فيه دا وحاسس بيه مش حقيقي خالص وكل دا تمثيل منى.؟

طيب عيني وجلدى اللى شبه صفار البيض

طيب وبطني المنفوخة دى! طب كل الألم اللى ف بطني عايش بيه بقالى 9 سنين جوا السجن دا كله تمثيل؟!

لا دا شئ طبيعي مع الحالة بتعتك دى يعني الآلام دى شئ اساسي اصلا هتفضل عايش بيه طول عمرك ولو فى اى مشكلة مستقبلا عآدى هنحقنك كورتيزون ومفيش حاجه عندى اسمها دعامة ثابتة!!

وأنا كمان عرضت كل التقارير السابقة دى على أطباء أعلى مني ولم يقتنعوا بيها!!

والرد انت معندكش اى حاجه!!

ومن الآخر الحالة انا متأكد انه مفيش حد هيتعامل معاها وهفضل أعانى دايما..!

عارفين ليه؟! الإجابة سهلة جدا

انت مسجون!! انت مواطن درجة درجة سادسة او ممكن نقول بلا أى قيمة... الآمك بلا أى قيمة.. معاناتك ملهاش اى معني.. انت نفسك بلا أى قيمة

انت مجرد ورقة وإللى بيفتش وبيراقب بيراقب على الورقة!! إنت كإنسان.. لا وجود لك ولا قيمة لك ولا وزن لك ولا تعني هذه الدولة فى اى شئ...!

السنه ٩ فى السجن يعني 9 سنين متواصلة من الألم الذى لا ينتهى والمعاناة التى لا تنقطع يعني 9 سنين متواصلة من المسكنات بكل انواعها ومن جميع العلاج اللى اوصانى بيه جميع الدكاترة وبرغم هذا انا الآن أعانى من تضخم الكبد وجميع أجهزة التى بداخل بطنى وبإنسداد القنوات المرارية انسداد كامل واعانى من ارتفاع شديد فى الصفراء وارتفاع درجة الحرارة المتواصل

وبكل اسف حتى المسكنات ولا العلاج الخاص بي مبقتش تجيب نتيجة بل وللأسف المعدة تدمرت بسبب كل هذه العلاجات والمسكنات...

والشعار المُتبع تألم فى صمت وإن استطعت أن ترحل فأرحل فى هدوء ولا تُزعجنا بضجيجك وآلامك... 💔

الحل واضح لو فى حل.. يتم تركيب دعامة ثابتة فى مراكزهم الطبية او يسيبونا إحنا نعالج أنفسنا على حسابنا الخاص ولكن... لا حياة لمن تنادي

ف أنا فى نظرهم هذا الإرهابي الذى دمر وخرب و و و و.....

انا الآن أعانى من انواع ألم لا استطيع ان أبوح به ولا يوجد وصف كى أصف به هذه الآلام والله وحده يعلم بحالى وألمى أنا الآن فى حالة من الخطر تهدد الكبد... ولكن أنا أمام الطبيب الذى اقسم القسم أن يعالج المرضي بما يرضي الله يقول لي...

لا شئ بك فأنت سليم وسترجع إلى الزنزانة مرة ثانية وتعيش ب العلاج إللى مكتوب لك من عشر سنين فاتوا،، فأهم شئ أن يُرضي سيادة الباشا....."

#مركز_الشهاب_لحقوق_الإنسان